" أنثي بنكهـة الجنـون "

صورتي
~ city of Angels ~
"أنثـي بنكهــة الجنـــونــ"

الخميس، 27 يناير 2011

"قلـم .,,.ودفتــــــر "قصـة قصيـرة"





طل وسألني اذا نسيان دق الباب..خبيت وجي وطار البيت في وغاب
حبيت افتح له..وعلي الحب اشرحله...طليت مالقيت غير الورد
عند الباب

علي انغام صوت فيروز...الجميل...اخذ يستمع اليها مرار وتكرارا فهو عاشق لتلك الاغنية
وقف يمتطي...بقوة..وسار باتجاه النافذة المطلة علي حديقة المبني
واخذ يتأمل ورودها..ويبحث بنظره بين مقاعدها..بقلق بعض الشئ
ونظر الي ساعته..واخذ يعد الوقت المتبقي
5
4
3
2
1
هاهي..تمشي بهدوء ورقي كأنها اميرة او ملكة..هكذا يراها ..احيانا يتعجب..ويحتار بأمرها

دخلت عليه مديرة مكتبه..تحدثت اليه ولكنه لم يستمع لها..تنحنحت بقوة..واخذت ترفع قامتها

قليلا لتري من فوق كتفه عن سبب انشغاله

التفت اليها ونظر اليها وكأنها غير موجودة للحظة..واستفاق علي صوتها

الاوراق المطلوبة للمناقصة يافندم...اتفضلي يامدام لميس...اجلسي للحظة

جلست بعد ما وضعت امامه الاوراق اخذ يوقعها وهو ينظر اليها بنظرة تساؤل بين الحين والاخر

استغربت تصرفه فا للمرة الاولي..تري مديرها متوتر ومتردد بهذا الشكل

اعطاها الاوراق وهمت هي بالخروج...استوقفها قليلا ..لحظة مدام لميس..
.
سالها..انتي تعرفين جميع العاملين بالشركة اليس كذلك؟؟؟

مدام لميس..::ايوه يافندم اعرف معظهم معرفة شخصية والباقي معرفة عمل فقط

تنهد بصمت

قال هل من الممكن ان تخبريني عن تلك الفتاة ؟؟

نظرت اليه باستغراب واضح..اي فتاة ياسيدي؟؟

تعالي معي..قادها الي النافذة وقال لها انظري..تلك التي تجلس الي المقعد هناك

نظرت اليه ..وقالت بالطبع اعرفها يافندم

قال لها:: من هي؟؟..وماذا تعمل بشركتنا؟؟

قالت له:: انها انسة ريهام..تعمل بالقسم القانوني بالشركة تحت رئاسة الاستاذ صالح

قال لها..ماهي جنسيتها..؟؟ اجابته::انها مصرية فمعظم العاملين بالشركة مصريين كما تعلم

نظر اليها...منذ متي وهي تعمل لدينا...قالت له منذ ثلاث سنوات يافندم تقريبا

اخذ يفكر برهه من الزمن...لماذا لم يراها فقط الا منذ ثلاث شهور..ثلاث شهور يتابعها

يراقبها...يتعجب ماذا تفعل بالدفتر والقلم بيدها طوال الوقت..لقد اخذ يراقبها حتي بات يعلم

مزاجها من ملابسها..فأن كانت ترتدي الالوان الفاتحة فهي سعيدة..ام الالوان الداكنة فهي

تدل علي مزاجها السئ والكئيب...وعندما يراها تداعب الاطفال..كانت تأسره ببرائتها

وعفويتها...ورقة ملامحها

يافندم...بسام بيه..يافندم..قاطعته مديرة مكتبه...نظر اليها بحدة

وقال لها ماذا...تريدين؟؟

قالت انا بسأل حضرتك هي انسة ريهام فعلت شئ..؟؟

قال لها....لا..اذهبي لمتابعة عملك انتي...وبالمناسبة متي اجتماعي مع غرفة الصناعات

قالت له بتمام التانية ظهرا....وبالمناسبة والدتك اتصلت تطلب منك اخذ القرار بشأن سفرك

لمصر قريبا كما وعدتها....

قال لها ..بنفاذ صبر ان شاء الله..سأتحدث معها

خرجت مدام لميس..وهي تتساءل..ماذا به له فترة متغير المزاج والاحوال

طالما اعجبت بنشاطه وجديته بالعمل وفصله بين عمله ومشاعره الخاصة..وهذا ماصنع منه

رجل اعمال ناجح بالبلاد..تحترمه وتعمل له حساب اكبر الشركات كيانا في البلد

تعجبت له ولحيرته وتشتت ذهنه في الفترة الاخيرة..وردت الي ذهنها فكرة غريبة

هل يعقل ان يكون الحب طرق بابه..وصاحبة النصيب هي الانسة ريهام؟؟

أبتسمت ابتسامة خبيثة وضحكت في سرها..وقالت ياالله كم اتمني هذا



في الجانب الاخر....



.
لم تكن ريهام تعي اي شئ من هذا ومايدور حولها..فهي هنا بتلك البلد العربي الشقيق

اكثر من ثلاث سنوات عملت بكد وتعب..لم تفكر بشئ اخر غير العمل...حتي كادت

ان تنسي انها انثي وليس انسان الي للعمل فقط....جلست بصمت بمقعدها المفضل

في تلك الحديقة التي اكتشفتها من ثلاث اشهر..لطالما احبت الطبيعة والخضرة والاماكن

المفتوحة للهواء والشمس...جلست تفكر بحزن شديد بمكالمتها الاخيرة مع امها

وعلي اصرارها بالعودة..الي مصر ويكفيها غربة ولكنها كيف تعود؟؟كيف تتخلي عن احلام بدأت

في تحقيقها..وفي حياة تبنيها بصبر الا يكفي ماعانته في مصر من عذاب

كيف تعود الي سبب فرارها ..الي سر هروبها من مصر لكي تنسي وتداوي جراحها

نظرت الي ساعتها بقلق وقررت العودة الي عملها مرة اخري

عادت الي منزلها..المشتركة فيه مع اخيها وزوجته...منذ قدومها الي هنا

وجدت البيت هادئ وسكون تام..ينبأ بأن الجميع مازال بالخارج

وجدت ورقة كتبها اخيها....(العشاء عندك بالثلاجة احنا والاولاد بالخارج لوقت متأخر

اسمتعتي بوحدتك لحين عودة جيش التتار)(ملحوظة ماما اتصلت..كلميها ضروري)

اخيكي....ابتسمت لجملته الاخيرة فهو يعلم مدي رفضها العودة لمصر ومدي توترها كلما ذكر

او اثير موضوع او فكرة عودتها لمصر..كأنها اتخذت من هذة البلد مكان دائم لها

جلست علي المقعد ووضعت رأسها بين يديها..واخذت تبكي بصمت ودموعها تنهمر

لاتتذكر انها بكت منذ وداعها لامها ولأصدقائها..ولحياة اعتادت واحبت العيش فيها

بكت وبكت كما لم تبكي يوما...بكت حبها الساذج..اصدقائها..رفقة امها وحنانها التي فقدته

بكت اقاربها ..وكل من احبوها..والتي اضطرت لمفارقتهم بسببه هو..ياالله كم تكرهه

كم تندم علي اليوم الذي راته واحبته فيه...بكت سذاجتها ..بكت تحولها الي قسوة

علي نفسها وعلي من حولها..اغلقت ابواب الفرص امام الكثيرين..لم تسمح ان

يقترب منها احد ولن تسمح..يكفيها ماحدث معها منذ ثلاث سنوات

اخذت الهاتف بعد ان هدأت قليلا..وتحدثت مع امها..وحاولت بكل جهدها ان تأجل موعد عودتها

ولكن امها اكثر منها عنادا..واصرت علي عودتها في اجازتها الاسبوع المقبل

يالله ماذا ستفعل..عليها تقديم طلب غدا لتحصل علي الاجازة



دخلت مدام لميس علي المدير بتوتر ملحوظ...ووضعت امامه ورقة..ونظرت اليه

قال لها...بسام:::ماهذا..انتي طالبة اجازة ليه خير؟؟

مش انا يافندم..دا طلب من الانسة ريهام...اجازتها مفروض كمان اسبوعين

بس هي طلبت تقدمها شوية والمفروض تأشر عليه انت..لان مدير الموظفين في اجازة

وهي عايزة تحجز التذكرة النهاردة


هي موجودة عندك ؟؟

اه يافندم في مكتبي بره

طيب دخليها..لو سمحت

خرجت لميس تخبر ريهام انها عليها بمقابلة المدير



تعجبت ريهام فهي لم تر المدير منذ تعيينها بالشركة حتي عندما اجريت لها المقابلة

كان من قابلها هو الاستاذ صالح رئيسها المباشر



نظرت الي لميس بقلق وتساؤل ووقفت واتجهت الي مكتبه


طرقت الباب ودخلت تمشي ببطئها وخطوتها الواثقة

تراها وكأنها تلامس الارض بقدميها


نظر اليها طويلا..بتمعن وركز علي عيونها


ياالله قالها بنفسه ::كم هي جميلة ورقيقة تشعرك بالضعف

الي ان تنظر الي عيناها هناك يسكن التحدي

وتكمن القوة البارزة وعزة النفس والكبرياء

ليست بجمال من عرفهم قبل ذلك ولكن شموخها

وعيناها وملامحها الكلاسيكية الرقيقة هي سر جمالها

وجسدها المتناسق والرشيق يالله

لماذا لم تتزوج الي الان كيف يراها الرجال ولا يخطفونها

كيف مرت من تحت ايديهم فهي تحدي لاي رجل حقيقي

راي انه بنظراته اخجلها فطغي علي بشرتها البيضاء حمرة جميلة

ذادت من جمالها


تكلم::لماذا تريدين الاجازة الان انسة ريهام فأجازتك الرسمية خلال اسبوعين

تكلمت::اعذرني يافندم بس لظروف خاصة بأمي لابد ان اعود
الاسبوع المقبل

نظر اليها ممكن اعرف تلك الظروف؟؟

برق التحدي يشوبه الغضب بعيونها

كانها تقول له ومادخلك انت

اجابت::لاني لي ثلاث سنوات هنا ولم اري بلدي او امي

وهي تريد بشدة ان تراني

هل هناك مشكلة بطلب الاجازة؟؟

تأملها قليلا بصمت..وقال لها

بالعكس ستتم الموافقة علي طلبك وابعث لكي بتذكرة السفر مع مدام لميس

ولكن يافندم لاداعي لذلك

اجابها لاتجادلي انسة ريهام اعتبريها اهداء لوالدتك

نظرت اليه باستغراب واهتمام لاول مرة تراه

فهو وسيم نوعا ما..ملامحه قاسية شرقية ومصرية جدا

عيونه تثير الاهتمام بلونهم الرمادي

نظرت اليه مرة اخري

واجابته شكرا لك لكرمك

اهناك شيئا اخر؟؟

اجابها لا..تقدري تروحي تستعدي لسفرك

خرجت وهي تستعجب من ماحدث معها وطريقة المدير معها




مر اسبوع الاستعداد للسفر مابين العمل وتسوقها

لشراء الهدايا للجميع من عائلتها واصدقائها وجيرانها


وجاء يوم السفر توجهت للمطار بتوتر وعيون زائغة فهي لم تتذوق طعم النوم

ظلت تفكر في كل مامضي وكل ماحدث معها في الماضي

الجميع يعتقد انها سافرت للعمل ولجمع المال

في حين انها لم تحتاج يوما الي المال

فهي عاشت حياة هادئة تلبي فيها طالباتها

تذكرت كيف حاربت الجميع لتسافر فهي كانت تريد النسيان

بأي طريقة والرحيل عن مصر كان وسيلة لهذا النسيان

وقد حققت ماجاءت اليه واكثر

لقد تناست تجربتها المريرة بالحب

ونسيت دموعها وعذابها ورغبتها بالانتقام ومرارتها

واصبحت شخص اقوي واكثر ذكاء ..وناجحة بعملها

وعلاقتها بالاخرين دائمة ماكانت طيبة ووثيقة

نعم لقد نجحت..وفي خضم معانتها وكفاحها

اكتسبت لقب اميرة الثلج

لصدها الدائم للجنس الاخر وابتعادها عن فكرة الزواج والحب

فهما لم يكونا في جدول حسابتها

فاقت من شرودها علي صوت اعلان الاقلاع لطائرتها

اتجهت اليها واخذت مقعدها بجوار النافذة

والقت بنظرة خاطفة علي المسافرين الوافدين للطائرة

ونظرت من النافذة للخارج

لم تعي من جلس بجوارها الا بعد اقلاع الطائرة

جاءها احساس بانها مراقبة من شخص ما

نظرت بجوارها طالعها وجه يبتسم اليها بنظرة غامضة

ظهرت الصدمة علي وجهها بقوة

وقالت له ماذا تفعل هنا؟؟

نظر اليها بسام بهدوء

مسافر مثلك الي مصر

هناك مانع او اعتراض..؟؟

لا ليس هناك مانع ولكني فجأت ليس اكثر

صمتت واشاحت بوجهها نحو النافذة لتداري سعادتها وارتباكها

فهي لاتنكر انها منذ راته وهي تفكر فيه كثيرا

تعود لتتذكر تفاصيل وجهه كل دقائق

لتتذكر عيناه ونظرته لها فتتصاعد الدماء الحارة لوجنتها

ولكنها عادت وقالت له::الاتعتقد انها مصادفة غريبة وجودك معي

بنفس الطائرة وبجوار مقعدي؟؟

نظر لها بغموض ..فعلا مصادفة غريبة وابتسم لها بهدوء


قال في نفسه::ماذا ستقول لو علمت اني تعمدت ذلك

وماذا ستظن لو اخبرتها اني افكر بها ليل ونهار

وصورتها لاتفارق مخيلتي


اقلعت الطائرة بهما..واسترخت بمقعدها واغمضت عيناها قليلا

وتنهدت بصمت..فأخيرا ستري والدتها ستحتضنها بين ذراعيها

ستنعم بحنانها مرة اخري


تكلم وقال لها...انسة ريهام؟؟

التفتت تنظر اليه وقالت..نحن خارج العمل الان

لذلك اسمي ريهام فقط وابتسمت له

احس كأن قلبه اهتز بعمق ونبض صار اسمه مسموع له ولها ولكل المسافرين

اجابها لذلك ..اسمي بسام فقط وليس فندم اتفقنا

اتفقنا اجابته بهدوء


تبادلا الحديث طوال المسافة الي مصر

تناقشا في اكثر القضايا والامور الحياتية

وجدها مثقفة مطلعة ..ذكية هادئة ..واثقة بنفسها


ولكنه طوال الوقت شعر بان هناك باب مغلق بوجهه

لا يستطيع النفاذ اليه بسهولة وكلما اقترب من حياتها الشخصية

ادرات دفة الحديث ببراعة الي موضوع اخر


وصلا الي مطار القاهرة وانجزا تعاملاتهم واوراقهم

والتفت اليه تنوي وداعه للتوجه الي حيث تنتظرها امها

وجدته يمسك بحقائبها ويقول لها هيا بنا

حاولت ان توقفه لتفهمه الموقف وانه لايجوز ان تخرج معه لان والدتها تنتظرها

قادها لقاعة الانتظار

وجدت امها هناك ركضت اليها كطفلة صغيرة

احتضنتها بقوة وبشوق اخذت تقبلها وتقبل يديها وراسها

وتطمئنها عليها وتحتضنها بشوق ولهفة

وبعد ان انتهوا من التحيات والسلام والاحضان

وجدت امها تنظر الي ورائها بدهشة واستغراب وتساؤل

نظرت الي الارض بخجل واخذت نفس عميق

وقالت لامها ::هذا استاذ بسام مدير الشركة التي اعمل بها بدبي

تقدم بسام الي والدتها وعرفها بنفسه بأيجاز

وقال لها :::


ممكن اطلب من حضرتك طلب ؟؟

قالت لها والدتها بطيبة ::اتفضل يا ابني

قال لها::اريد ان اطلب ايد ريهام للزواج


صمت الجميع..ريهام تنظر اليه بأستغراب

والدتها ابتسمت ابتسامة واسعة مطمئنة علي ابنتها


ونظرت الي ريهام وقالت لها::مارايك

كل هذا وريهام تنظر اليه بصدمة وحيرة

قال لها..قبل ان تجيبي..لماذا دائما كنتي تمسكين قلم ودفتر في يدك؟؟


نظرت اليه باندهاش اكبر ....وأجابت,,لكي ادون خواطري وقصصي

ولماذا..اطلقوا عليكي::اميرة الثلج

قالت له بخجل::لاني لم اعطي احد الفرصة لكي يقترب مني

ويملك حبي وقلبي

ولكن لاتسألني الان لماذا

قال لها لن اسأل ..ولكن هل تقبلين بي زوجا؟؟

نظرت الي امها يكسوها الخجل وابتسمت لها

قالت والدتها.,انها سعيدة وستقبل بك

تكلمت ريهام::ولكن هناك شئ لابد ان تعلمه عني

قال لها ::ليس الان ولكن عندما نصبح ببيت واحد

اريد ان اكتشف عنك كل شئ ببطئ

لاني اعلم اني لن اشعر معك ابدا بالملل

فكل يوم سيمر سيكون حلم جميلا تمنيته معكي

واعدك انكي...ستكوني سعيدة معي

قالت له ولكن::لماذا تريد الزواج بي؟وهل لو تزوجنا ساعود معك الي دبي؟؟


قال لها :هل تظني اني سأتركك لوحدك هنا؟؟

ابتسمت بخجل ونظرت الي الارض بصمت


انتفضت ..بعد ان اطلقت امها زغروطة عالية بفرح

اجتمع حولهما الناس بالمطار علي اثرها


وخرجا من المطار..وجلست بالسيارة

فتحت دفترها ودونت التاريخ باليوم

وكتبت في منتصف الصفحة



انه يوم السعادة الاول والدائم


انه يوم الحلم الوردي



انه يومي وتاريخي..فرجاءا صديقي ودفتري

احتفظ بعبقه الي يوم ان افارقك ..احتفظ بعطره

الي يوم ان احتاج الي لحظاتي المدفونة بداخلك

رجاءآ تذكر حلمي بالعودة الي شاطئ بحري

الي عشقي للطيور..الي همس النجوم

تذكر عهدي اليه..بالحب والوفاء والاخلاص

وتذكر وعده بأن يبقيني سعيدة في بيته وحضنه وحبه





بقلمي....ice_star/ريهام عمر

اول نشر لها بـقهوة المصريين

ليست هناك تعليقات: