" أنثي بنكهـة الجنـون "

صورتي
~ city of Angels ~
"أنثـي بنكهــة الجنـــونــ"

الخميس، 25 نوفمبر 2010

"جســــــــر الأبتســـــامـــــــــة "

" جســـــــــر الإبتســـــــــــــــامة"

جســـر الابتســـــــامة



نظرت إلي ساعتها وهي تسير وجدتها الساعة الثامنة والنصف مساءا أخذت تحث خطاها علي الكوبري

الذي يفصل بين ضفتي النهـر أخذت تنظر حولها بصمت تشعر بأن العالم متشح بالسواد مثل ملابسها

فهي ترتدي الملابس السوداء باستمرار هذه الأيام ليس لسبب معين سوي أنها ترتديها لأنها تناسب مزاجها وحالتها النفسية

لماذا تشعر بأن الكون يضيق عليها وهناك حجر ثقيل يجثم علي صدرها تنظر إلي الضفة الأخرى من نهر النيل تري الأضواء اللامعة المعلقة علي الجدران الخارجية للنوادي المنتشرة في تلك المنطقة

ولكنها لا تري بهجتها وجمالها

تنظر إلي مياه النهر المتلألئة بفضل تلك الأضواء وما تعكسه علي سطح مياه من لمعان ساحر ولكنها أيضا لا تري سوي أعماقه المظلمة والتي تماثل داخلها

فكرة مجنونة طالما طرأت علي عقلها كلما مرت علي هذا الكوبري ,..,

ماذا سيحدث لو أنها غاصت في أعماق هذا النهـر هل ستقاوم تياراته أو تستلم لها وتغيب في أعماقه

دائما كانت تراه كحضـن هائل تتوق إلي أن تلقي بنفسها فيه لتغيب عن هذا العالم

سؤال طرأ علي بالها :ماذا يحدث لي ولماذا هذا اليأس والحزن الذي يحتل كياني وقلبي؟

أصبحت بمنتصف الكوبري المظلم نوعا مـا تري أزواج من العاشقين منتشرين علي أسواره علي الجانبين ينشدون العزلة والخصوصية لكي يسرقون لحظات من الغرام أو القبلات الخاطفة

تمر عليهم ولا تراهم ولكنها تشعر بوجودهم

فاقت من تأملاتها علي أصوات أقدام تتبعها من خلفها وفقط لثواني ظنت أن هناك من يلحق بها

ونهرت نفسها علي تخيلات عقلها ولكنها لم تكن تخيلات هذه المرة

فحقـا هناك من يتبعها وأصبح يسير بجوارها وفجأة تكلم بصوت هادئ مطمئن وسألها

لماذا تسيرين وحيدة ..........!!

لم تعلم كيف تتصرف ولم تجيبه فهذا لا يجوز وأخذت تحث الخطي مرتبكة لكي تتجاوزه ولكنه مصر علي ملاحقتها ماذا تفعل هل تجري أم تتوقف أو تنهره أو تستعين بشخص يوقفه

طالما حذرها الجميع من السير علي هذا الكوبري في المساء وحيدة ولكنها كالمعتاد عنادها يتغلب

علي حسن تصرفها هكذا هي دومـا حمقاء لا تعي خطأها إلا بعد فوات الأوان

أخذ الغريب يحدثها متوقعا أن تجيبه :-ما أسمك .؟ وهي لا تجيب

إلي أين تذهبين ؟ أيضا لا تجيب ...يخبرها بخفة دم أنا لا أعاكس صدقيني

تحدث نفسها قائلة :-دائما ما يقولون هذا

تزيد من سرعة خطواتها حتى تنهي هذا الكوبري الذي لأول مرة تشعر بطول مسافته وتخشي ظلمته

هل هذا بسبب هذا الشخص المتطفل أم ماذا أيضا لا تدري ؟

فجأة انتبهت من تخيلاتها لتكتشف أن هذا الشخص مازال يتحدث إليها ويحاول إن يجعلها تتجاوب

مع حديثه وتجيب عن تساؤلاته

أخيرا انتهي الكوبري وظنت إن الشخص سيأخذ الطريق الأخر ولكنها وجدته يسلك نفس اتجاه

سيرها حارت في أمره هلي يتبعها حقا أم أنها مجرد مصادفة

وجدته يحدثها قائلا:- هل تمشي ورائي لتعاكسيني وهنا وجدت نفسها تبتسم دون إرادة

فكلمته أظهرت ذكاء منه ليجعلها تبتسم لقد ابتسمت حقا له من قلبها ليس لأي شئ سوي

أنه نجح في أن يرسم ابتسامة بسيطة وجميلة علي شفتيها الحزينة ووجها العابس المختنق بالدموع

نظر إليها منبهر بابتسامتها العفوية الصادقة ولم ينطق سوي بجملة واحدة

"أنتي حقا لكي ابتسامة جميلة فلا تدعي الحزن يمتلك روحك"

قالها ومضي في طريقه ينظر ورائه يراها تعبر طريقا أخر ولكن مازالت ابتسامتها تعلو

وجهها الحزين.

وهي أكملت طريقها إلي مقصدها ومازالت البسمة ترسم خطوطها علي ملامحها


من كتاباتي
كاسنـدرا/ريهـام عمــــر
23/10/2010

ليست هناك تعليقات: